-->

الصديق أول الخلفاء بقلم عبد الرحمن الشرقاوي

الصديق أول الخلفاء بقلم عبد الرحمن الشرقاوي

الصديق أول الخلفاء بقلم عبد الرحمن الشرقاوي

وشرد ابو بكر فيما يحدث في الشام مع الروم... وفي خطب عياض مع الفرس منذ حاصر دومة الجندل...

والتفت الصديق الي أصحابه يشاورهم في أمر فارس والروم.. ايبعث خالد مددا لأبي عبيدة؟ أيرسل مددا آخر للمثني؟ ومددا لعياض بن غنم يؤازره في حصاره دومة الجندل؟!...

وقبل أن يقولوا آراءهم قال (( إني أشير عليكم.. وإنما أنا رجل منكم.. تنظرون فيما أشرت به عليكم.. وفيما اشرتم به على... فنجتمع على أرشد ذلك!))...
اقرا أيضاً : الخليفة السفاح : قصة الثورة

فاجمعوا أمرهم على أن يبعث الوليد بن عقبة على رأس جيش كبير مددا لعياض بدومة الجندل

فلما أقبل الوليد وعياض.. قال الوليد (( الرأي في بعض الحالات خير من جند كثيف... ابعث إلى خالد فاستعده!))

وطرب عياض للفكرة!... حقا... لماذا لم يفكر في خالد يستغيثه.. فخالد ذو راي في الحرب سديد.. وهو ينتصر في كل حروبة بالذكاء.. وحسن الحيلة.. وبالراي الرشيد..بقدر ما ينتصر بشجاعته وجسارته وشدة قوته...

فكتب عياض يستغيث خالد.. فوثب خالد فرحا لما بلغه كتاب عياض..

{{فما من شئ يستثير المشاعر مثل دوي طبول الجهاد.. وانعكاس الشمس على جبهات المحاربين وخوذهم.. وما من شئ يشنف أذنيه مثل حمحمة الخيول الصاهلة.. وصدي النفير العزاف... ورجع صرخات القتال.. وما تكتحل عيناه بمثل النفع المثار في ميادين الوغى!... وما يشجيه طربا مثل قره الحديد على الحديد.. وخفق السنة فوق الدروع.. وقول الفوارس ويك خالد أقدم}}
اقرا أيضاً : الشيخ عامر قصة رعب قصيرة

ونشط يكتب من فوره ردا على عياض بن غنم قال فيه

لبث قليلا تأتك الحلائب(المطايا) .. يحملن آسادا عليها قاشب (السيوف) .. كتائب تتبعها كتائب!
واستخلف خالد علي عين التمر ( عوين بن الكاهل الأسلمي) وانطلق يسابق الريح إلى دومة الجندل.. وهي على بعد نحو 10 ايام..
ومر خالد بكربلاء... ونزل بها يستريح.. ولكن احد قواد جيشه اشتكى كثرة الذباب في كربلاء فقال له (( اصبر.. فإنما اريد ان أجلي الفرس عن الثكنات.. التي أمر الخليفة بها عياض.. فيسكنها رجالنا العرب.. فتأمن جيوش المسلمين أن يؤتوا من خلفهم.. وبذلك أمرنا الخليفة.. و راية يعدل نجدة أمة!))...

ثم اكمل خالد انطلاقه إلى دومة الجندل.. ومازال فتح المدائن عاصمة الفرس يراودة!!... ولكنه آثر ألا يصنع شيئا... قد يغير عليه قلب أبي بكر!...

ومهما يكن الأمر.. فغير بعيد من المدائن يعسكر المثنى بن حارثه الجسور برجاله.. فيثب من حين لآخر على ما حول المدائن.. ويروع جند الفرس ويفسد عليهم أمنهم!...والفرس مشغولون بصراعاتهم... وخلافاتهم.. وعربدة كل أمير على الآخر وكيد بعضهم لبعض... ولكنهم على الرغم من هذا الشقاق البعيد ليتفقون على بذل النفس والنفيس لحماية عاصمة ملكهم المدائن.. فلئن غزاها العرب المسلمون.. إنها إذن لنهاية الفرس!
وحين اقترب من دومة الجندل... عرف ان صاحبها هو ( أكيدر بن عبد الملك) وهو من عرب العراق... وتذكره خالد..!... فقد ابتلى أكيدر هذا بخالد وعرف بأسه حينما بعثه النبي إليه عقب فتح مكه.. ولن ينسى أكيدر بطش خالد به.. إذ انقض عليهم بغته كأنه طارق من الفضاء.. فنكب حامية دومة الجندل.. واحتضن أكيدر واخده أسيرا... وهدد أهل دومة الجندل إن لم يفتحوا له أبوابها أن يقتل أميرها أكيدر.. فمكنوه في الوقت منها.. فغنم ألفي بعير وثمانمائة شاه وقمحا كثيرا وأربعمائة درع.. واستاق أسيره أكيدر وغنمائمه إلى رسول الله في مدينته... فاسلم أكيدر وحالف المسلمين... ولكنه عاد فنقض الميثاق... وناصر الفرس على بني عمومته العرب المسلمين!
وتذكر أكيدر بطش خالد.. وشدته على من يخاصمة.. ووداعته بمن يسالمة.. ووفقه بمن يعتزل حربه...فاقبل على قومة يحذرهم خالد فقال لهم ((انا اعلم الناس بخالد ! لا أحد أيمن طائرا منه (اسعد حظا) ... ولا أحد( أشد) في حرب! ولا يرى وجه خالد قوم كثروا أو قلوا إلا انهزموا عنه! ... فاطيعوني... وصالحوا القوم))
فلما أبوا فقال لهم (( لن امالئكم (انحاز إليكم) علي خالد.. فشأنكم!))... وانصرف عنهم فذهب إلى خالد مستأسرا فاسره... وأرسله إلى الخليفة بالمدينة...
ووضع خالد خطته..


المقال بقلم عبد الرحمن الشرقاوي

جديد قسم : مقالات

إرسال تعليق