-->

سحر الكلمة بقلم خديجة المالكي

مقال عن سحر الكلمة

سحر الكلمة بقلم خديجة المالكي


يقال : " من لا تهزُّه الكلمة لا يهزّه السيف"


جملة تؤكد و تلخص لنا الدور الكبير للكلام في التأثير على الآخر، تأثير يعجز السيف عن بلوغه، فأثر الكلمة على عقل الإنسان لا ينسى و لا يمحى، و الكلمة الواحدة كفيلة بتغيير مصير إنسان، إذ كم من شخص انتحر بسبب كلمة سيئة قيلت له و كم من عازم على الإنتحار تراجع بفضل كلمة طيبة سمعها. لكن الواقع الحالي محزن للغاية إذ نسينا دور الكلمة الطيبة في تلوين حياتنا بالفرح، أضحت " الكلمة الطيبة صدقة" حديثا نحفظه عن ظهر لسان و لم يعد يمس قلوبنا و يجعلنا نستشعر دور الكلمة الطيبة في جبر خاطر المغموم الحزين، الإصلاح بين المتخاصمين، إرشاد الحائرين و طمأنة المرضى و الخائفين، إذ كله يتم بفعل كلمة طيبة. في محاضرة سمعتها صباحا لامرأة حديدية محاربة لسرطان الدم الذي أصابها منذ عشر سنوات فأسست بمعية مصابين آخرين جمعية الأمل لمرضى اللوكيميا، قالت لنا بأن الناس الذين يتبادرون على الجمعية منهم الكثير ممن لا يحتاجون للدعم المادي بل يحتاجون فقط لكلمة طيبة واحدة، كلمة مواساة و مآزرة و فهم للمشاعر و الظروف التي يمرون منها... فقط كلمة طيبة.
في تجربة غريبة من نوعها قام ياباني اسمه ماسارو إيموتو Masaru Emoto بتجربة على الأرز ليثبت أن للكلمة الإجابية والسلبية تأثير قوي وفعال ليس على الإنسان فقط و إنماعلى النبات أيضا، حيث عمد ماسارو على وضع أرز بثلاثة أوعية زجاجية ومن ثم صب الماء عليها و في كل يوم يتحدث للوعاء رقم واحد بكلام إيجابي، بينما يلقي الكلام السلبي على الوعاء رقم اثنان ، أما بخصوص الوعاء الثالث فاكتفى بتجاهله. مع مرور الأيام كانت المفاجأة الصادمة و الغريبة إذ أن الوعاء رقم واحد الذي ألقى عليه الشحنات الإيجابية بقي سليما بينما تحول الأرز في الثاني إلى اللون الأسود في حين تعفن الأرز بالوعاء الثالث الذي تجاهله.
من خلال هذه التجربة أثبت لنا ماسرو سحر الكلام القوي و قدرته العظمى على التأثير في النفس و من تم ضرورة الحذر في تعاملنا مع أطفالنا وفيما نقوله لهم من رسائل إيجابية ونتجنب الرسائل السلبية و التجاهل.
إذا سلطنا الكاميرا على مجتمعنا فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا عندما يبدي شخص الرغبة في محادثتنا بخصوص أمر فعلناه سابقا هو أن هذا الشخص سيعاتبنا و من تم تنطلق الذاكرة في سرد المصائب و الأخطاء التي ارتكبناها سرا في الآونة الأخيرة و نخمن أي منها تم كشفها و ستتم معاقبتنا و جلدنا عليها بعد قليل، و مرد هذا أننا برمجنا على أن الناس لا يتحدثون إلينا إلا للعتاب و النقد الهدام، نادرا جدا تلك اللحظات التي يستدعوننا ليثنوا علينا و يشجعوننا لفعلنا الحسن و ينوهو به.
أمر محزن للغاية أننا لا نصبح دقيقي الملاحظة إلا على الأمور السيئة كذبابة لا تقع إلا على الجروح، تجد الأم عندما تتسخ ملابس طفلها في اللعب تعاتبه لكن عندما يلعب و يعود بملابس نظيفة لا تكثرت له و لا تنوه بإنجازه...الإنسان بطبعه يحب أن يسمع الثناء على الأمور الجميلة التي فعلها، هذا ينعكس إيجابيا على حياته لم له من دور في الزيادة من ثقته بنفسه إلى جوار أنه يجعله يستشعر أثره الجميل في المجتمع و أن ما يفعله مفيد و رائع فيكمل فيه لكن عندما يصطدم بمجتمع لماح من درجة سكانير للأمور السيئة فقط غافلا عن الحسنة هذا يجعله يرى من نفسه كتلة من العيوب و الأخطاء و إنسانا فاشلا بامتياز يفعل الحسن فلا يطري عليه أحد فيتوقف عن فعله، و يفعل الخطأ فيعلق على فعله الجميع، الشيء الذي سيجعله يستمر في فعل الأمور السيئة كأن يدخن و يعنف الحيوانات و يتعارك في الشوارع كي يثبت وجوده و ليلحظه الناس الذين لا يهتمون إلا بأموره السيئة و لا يبدون ملاحظاتهم إلا عليها.
الكلمة الطيبة صدقة و لها أثر كبير تتركه في النفوس، إذ تجعلنا نكمل في فعل الصواب و نتشجع و نعطي المزيد، أما إذا لم يهتم أحد بما نفعل فنحن نتوقف، كم من موهبة وئدت في مهدها بسبب انعدام التشجيع و غياب ثقافة التنويه لكل هذا حري بنا أن نتحلى بالكلمة الطيبة في حواراتنا اليومية.
ثوبك جميل، ضحكتك رائعة، كتاباتك جميلة، عملك متقن، مساعدتك للمحتاج أمر إنساني للغاية، رسوماتك إبداعية، أبناؤك تربيتهم حسنة... لن نخسر شيئا إذا قلناها بل سنساهم في إكتساب الناس للمزيد من الثقة في النفس و نشجعهم على العطاء و نتلقى نحن بدورنا التشجيع منهم.
الكلمة الطيبة يجب أن تعمم في كل المعاملات حتى في التلميح إلى أحد العيوب أو الأخطاء، ننتقي جيدا كلماتنا و نتكلم بلين و رفق، نبتدئ دوما بذكر المحاسن و الأمور الرائعة في الشخص لما لذلك من أثر كبير في تحضيره للاستقبال الإيجابي للنصيحة ثم نذكر الأمر الذي نود منه تغييره فيكون التقبل ناجحا بنسبة كبيرة.
لزيارة صفحة كاتب المقال علي فيس بوك أضغط هنا

جديد قسم : Creative Brains™

إرسال تعليق